أندية المدينة المنورة- الاعتذار أفضل من استمرار المعاناة

المؤلف: سامي المغامسي11.12.2025
أندية المدينة المنورة- الاعتذار أفضل من استمرار المعاناة

لقد كتبت مرارًا وتكرارًا حول نوادي المدينة المنورة والأوقات العصيبة التي تمر بها، محذرًا من وصولها إلى منعطف قد يصبح فيه الإنقاذ ضربًا من المستحيل. لقد وجهت العديد من الرسائل عبر مقالاتي، مؤكدًا على العواقب الوخيمة التي تواجهها أندية المنطقة. ما دامت الإدارات عاجزة عن تحقيق آمال وطموحات أهالي المنطقة، فإن أقل ما يمكن تقديمه هو الاعتذار الفوري والانسحاب المشرف.

ما الذي تنتظرونه؟ النتائج المتردية والمؤشرات القاتمة تنذر بأن فريق أُحُد لكرة القدم يسير بخطى متسارعة نحو الدرجة الثانية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. لا توجد أي تكافؤ للفرص عندما يواجه فريق أُحُد فرق دوري يلو، فهو الفريق الوحيد الذي يخوض المنافسات بدون لاعبين محترفين أجانب بسبب قرار المنع التعسفي من التسجيل. من الذي أوصل الفريق إلى هذه الحافة الخطيرة ووضعه رهن هذا المنع الجائر؟ أترك لكم الإجابة لتقصوا الحقائق بأنفسكم.

هل يعقل يا سادة يا إدارة أُحُد أن يتلقى فريقكم هزيمة ساحقة أمام السلام بنتيجة 8-1؟ هذا الفريق الذي طالما كان زعيمًا متربعًا على عرش كرة السلة السعودية! (حدث العاقل بما لا يليق بقدرة العقول على التصديق). مهما بلغت التبريرات الواهية والتفاصيل المملة، فإن هذه النتائج مرفوضة رفضًا قاطعًا. طالما أنكم توليتم زمام الأمور بكامل إرادتكم، فإنكم تتحملون المسؤولية الكاملة عن هذه النتائج البائسة والتوابع غير المقبولة على الإطلاق.

نعم، لقد نادينا بالتغيير في الإدارة السابقة، وكنا تواقين إلى تبديل الحال نحو الأفضل. عندما تقدمتم للترشح، كانت الأمنيات معلقة والأحلام تراودنا بالوصول إلى دوري روشن، وأن تتألق أندية المدينة المنورة في أقوى دوري آسيوي، وتحقيق حلم الجماهير المتعطشة الذي طال انتظاره. ولكن، وا للأسف، تبخرت كل تلك الأمنيات والأحلام الوردية وذهبت أدراج الرياح. الآن، جل ما نرجوه هو البقاء بأعجوبة في دوري يلو. كنا نحلم بأن تستمر سلة الحقيقة في اعتلاء منصات التتويج، ولكن يبدو أن تحقيق ذلك بات أمرًا عسيرًا للغاية في ظل المستوى المتواضع الذي قدمه فريق أُحُد في أولى مبارياته أمام السلام، وقد ينتهي به المطاف في دوري الدرجة الأولى جنبًا إلى جنب مع جاره فريق الأنصار.

هناك قصة أخرى مأساوية لفريق الأنصار، الذي يكافح المستميت من أجل البقاء في دوري الدرجة الثانية لكرة القدم. نتائجه لا تبعث على التفاؤل، وقد ينزلق إلى دوري الدرجة الثالثة. أما وضع فريق السلة فهو في غاية الصعوبة بعد إلغاء عقد مدربه المصري القدير فادي إبراهيم وإلغاء عقود المحترفين الأجانب.

عن ماذا أتحدث بعد؟ هل أتحدث عن النتائج السلبية المتراكمة التي أصبحت السمة البارزة لكل ما هو جميل؟ لا أود الخوض في تفاصيل مطولة ومتشعبة حول الوضع المزري الذي وصلت إليه أندية المنطقة.

رسالتي الصادقة إلى إدارات أندية المدينة: لقد اجتهدتم وبذلتم قصارى جهدكم، ولكن لم يحالفكم التوفيق. لذا، من الأجدر بكم الاعتذار عن الاستمرار حتى لا يتفاقم الأمر وتتعقد الأمور أكثر، ويصبح إنقاذ ما يمكن إنقاذه ضربًا من الخيال. الاعتذار ليس وصمة عار، بل هو دليل على الشفافية والمسؤولية. الخطأ الفادح يكمن في استمرار هذه النتائج المتردية وهذا الوضع المؤسف.

النتائج الحالية والسابقة تخبركم بلسان فصيح أن الأفضل هو الاعتذار عن الاستمرار. النجاح والنتائج الإيجابية الباهرة هما أساس الاستمرار في العمل. عندها فقط لن يجرؤ أحد على مطالبتكم بالرحيل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة